في إطار المواضيع والمقالات التي يتلقاها بريد مدونة محيط المعرفة، سننشر لكم اليوم مقالا توصلنا به بعنوان الإعداد القبلي وسلبياته أو سلبيات الإعداد القبلي.


الإعداد القبلي
الإعداد القبلي

اعتاد الأستاذ أن يطلب من تلاميذه الإعداد القبلي أو التحضير المسبق للدروس، لأنه في اعتقاده أن ذلك سيساعد التلميذ على إدراك مفاهيم الدرس بسرعة، والانتباه وإنجاز المهام الموكلة إليه في زمن قياسي.

فهل فعلا الإعداد القبلي أسلوب تربوي ناجع لإدراك البرنامج الدراسي؟

في رأيي، لا أعتقد ذلك، ولا أنكر أني خضعت لتدريبات الإعداد القبلي خلال مراحل الدراسة، مما جعلني أدرك أنني ارتكبت خطأ في أسلوب التعامل والحياة.
وذلك للاعتبارات التالية:

  1. الإعداد القبلي للدروس وخاصة العلمية منها يقوض أسلوب المنهاج العلمي (ملاحظة، نظرية، تجربة، استنتاج) لأن التلميذ في المنزل يقفز إلى الاستنتاج ، فما الحاجة للتجربة؟
  2. التحضير المسبق يتم بمساعدة الأهل، وبالتالي يصبح التعلم مجرد تلقين يستعرضه التلميذ على الأستاذ في اليوم الموالي.
  3. الإعداد القبلي يقتل حب المعرفة والفضول العلمي، ليلزم التلميذ ضرورة الاستعداد مستقبلا وبالتالي يصبح التعلم في القسم مملا.
  4. يعلم التلاميذ الخوف من الوضعيات وعدم الثقة، لأنه إذا صادف الوضعيات المركبة يصبح التلميذ عاجزا بل خائفا لأنه لم يرها مسبقا، وهذا سيرافقه طيلة حياته وفي تعامله مع المشكلات.
  5. يجعل عقل التلميذ آليا محصور النطاق ويقيد إبداعاته، عكس التعرف على المفاهيم في القسم فتتشكل الصدمة والدهشة المعرفية التي تحفز عقل التلميذ ليجد الحل، وبالتالي تترسخ التعلمات بشكل أسرع وأوضح.
  6. إن التلميذ الذي يعد مسبقا في البيت يكون الأسرع في إنجاز التمارين داخل القسم لكنه لا يعني بالضرورة فهمها بل حفظها عن ظهر قلب.
خلاصة القول:

أعتقد أن الإعداد القبلي يساعد الأستاذ أكثر مما يساعد التلميذ، وبالتالي أجده أسلوبا لا تربويا في إدراك المفاهيم.

التعاليق

أحدث أقدم