لقد غزت الانترنيت معظم منازلنا وأصبح غالبية سكان المدن يستخدمونها ,لكن السؤال المطروح ماذا فعلت الانترنيت بحياتنا ؟ هل عطلت الانترنيت قدرتنا على التحكم الذاتي في أفكارنا وأصبحت أفكارنا أكثر سطحية ؟ هل جعلتنا الانترنيت ننعزل عن أفراد أسرنا ,هل جعلتنا نعيش في عالم افتراضي بعيد كل البعد عن الحياة الواقيعة .ما الذي يمكننا فعله لمنعها من تحويلنا إلى عبيد والحد من سطوتها على حياتنا ؟
هل نحن نستعمل الانترنيت أم أضحينا عبيد لها؟
عبيد الأنترنيت 

عبيد الأنترنيت !!!

لقد تحول عالم الانترنيت من وسيلة للاتصال والتواصل والتعلم إلى شبكة محكمة للرق والادمان .أوردNicholas Carr  عالم النفس في كتابه« ? Superficiel. Que fait Internet avec notre mental  ». أن الإدمان على استعمال الانترنيت يحد من التركيز ويضعف القدرة على التحليل العميق ,ويبرر ذلك بقوله ,إن الإنترنت يوفر لنا فتات المعلومات، فتبادل رسائل البريد الإلكتروني بيننا، في الفيسبوك، و التويتر، وتتبع الروابط المختلفة يجبرنا على الانتقال السريع من مكان إلى آخر. وفي نهاية المطاف، هذا يجعلنا أكثر سطحية، وأقل قدرة على التركيز والتأمل والتفكير، وهذا عكس ما كانت تقوم به الكتب فيما مضى. أما شبكات التواصل الاجتماعي فقد عمقت من انتشار النرجسية بين الناس .
نحن نعتقد أن الأحاسيس والانطباعات التي تخزن في الذاكرة لا تترك أثرا ماديا على بنية عقولنا المادية ,لكن الحقيقة عكس ذلك لأن الأبحاث أكدت أن العادات الجديدة  تغير من بنية النسيج الدماغي كما تغير من طريقة معالجته للمعلومات .
لقد تحول استعمال الانترنيت إلى عادة قهرية ,وتأكد بالتجربة أنه في كل مرة نتلقى فيها رسالة أو معلومة عبر الشبكة فإن دماغنا يفرز هرمون الدوبامين مما يزيد في متعتنا وتعلقنا بالأنترنيت أكثر فأكثر مما سيحولنا لا محالة إلى عبيد للتكنولوجيا .

العولمة واستهداف العقل الباطن !

إن القصف المستمر الذي تمارسه الأنترنيت عن طريق الصور ، والكلمات والأصوات والأشكال يؤثر مباشرة على  العقل الباطن مما يعززمن عيوبنا النفسية (الغضب ، الطمع، شهوة، والحسد، الخ ...)، وهذا ما تستهدفه الشركات لحثنا على استهلاك جميع أنواع السلع والخدمات بغض النظر عن حرمتها وتعارضها مع الدين لأن استهداف العقل الباطن يخلخل المعتقدات والمبادئ التي تربى عليها الفرد ,والغرض من هذا كله هو خلق نماذج بشرية موحدة ونمطية لها نفس الأفكار ونفس المعتقدات وتستهلك نفس المنتوجات والأفكار وكأنها روبوتات مبرمجة .

الحد من خطر العولمة والأنترنيت :

هذا يتوقف على مدى وعي الناس بخطورة الوضع ,فقيادة الحشود أصبحت سهلة باستعمال التكنولوجيا الحديثة .فالشركات والمنظمات السرية والماسونية أصبحت تقرر ماذا علينا أن نأكل وماذا يجب أن نرتدي ,وكيف يجب أن نفكر ,وأي معتقدات و قيم علينا أن نعتقد. يجب أن ننشر الوعي بين الناس وأن لا نصدق كل ما يقال ,حتى المعلومات الأكثر انتشارا قد تكون مضللة ,أن نتصل بالشبكة عند الضرورة . أن نحاول أن نخدم أهدافنا وليس أهداف الأخرين .
                            
                  Nicholas Carr  :? Superficiel. Que fait Internet avec notre mental 

                                           

التعاليق

أحدث أقدم