الساعة البيولوجية هي نظام طبيعي أودعه الله في جميع الكائنات الحية لتنظيم أوقات نومها وهجراتها وتوالدها بالاستجابة لمؤثرات معينة  كضوء النهار أو تغير المجال الكهرمغناطيسي الأرضي من منطقة إلى أخرى وموضوعنا لهذا اليوم يتمحور حول تعديل الساعة البيولوجي لنوم الإنسان بالاعتماد على تجارب أجريت على فئران المختبر.


التعديل الجيني للساعة البيولوجية لدى الإنسان
التعديل الجيني للساعة البيولوجية لدى الإنسان
استطاع علماء البيولوجيا بجامعة فاندبيلت التحكم في الساعة البيولوجية لفئران كوباي ,حيث تمكنوا من كشف المنطقة المسؤولة عن ضبط هذه الساعة والمسماة بالنواة الفوق التصالبية وهي منطقة دقيقة تقع في الوطاء . وذلك بتحفيزها صناعيا وتعديل أوقات نومها واستيقاظها فقط بتنشيط خلايا عصبية موجودة في هذه المنطقة من الدماغ دون الحاجة لتغيير الضوء الذي تستجيب له بطريقة طبيعية .أجريت التجارب على سلالتين من فئران كوباي معدلة جينيا ,السلالة الأولى بروتينات خلاياها العصبية حساسة تجاه ضوء ,أما السلالة الثانية فخلاياها العصبية  مزودة ببروتينات توقف نشاط الخلايا العصبية عند التعرض للضوء.
مكان المنطقة فوق التصالبية

بعبارة أخرى، عُدلت إحدى السلالات على أن تكون كائنات ليلية، بينما عُدلت السلالة الأخرى بحيث تكون كائنات نهارية. بعد ذلك حفز العلماء الخلايا عصبية لكلا السلالتين باستخدام الليزر وألياف بصرية عبر تقنية تسمى«علم البصريات الوراثي»، وهي طريقة تُمكِّن العلماء من تنشيط خلايا عصبية أو وَقْفِ نشاطها بتسليط شعاع الضوء من الخارج. ومن خلال تقييم استجابة الخلايا العصبية للضوء، تمكن العلماء من قياس المعدل الذي تنشط عنده خلايا عصبية في النواة فوق التصالبية والتحكم فيه؛ ومن ثَمَّ أمكن تغيير دوائر النوم والاستيقاظ الطبيعية في غياب الضوء. وقد اختار العلماء الفئران لأن ساعتها البيولوجية تتشابه إلى حد كبير مع تلك الخاصة بالإنسان فيما عدا أن الفئران كائنات ليلية. ويأمل العلماء الانتفاع من هذه التقنية  في علاج «اضطراب الرحلات الجوية الطويلة»، والاضطراب العاطفي الموسمي، أو خلل الساعة البيولوجية الناجم عن تغيُّر نوبات العمل.
                     المجلة العلمية    Scientists Discover 2015

التعاليق

أحدث أقدم