كتب التاريخ بصفة عامة تهمل الحديث عن التوحيد بل يمكن أن تشير إلى التدين أيا كان نوعه باعتباره نزعة إنسانية يلجأ إليها الناس لسد ثغرات جهلهم وخوفهم من الطبيعة، لذلك جعل الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم إشارات عن حياة الأمم السابقة لتكون لنا عبرة، حتى لا نكرر أخطاء من سبقونا ومن هذه القصص قصة  نوح -عليه السلام -الذي دعا قومه إلى التوحيد؛ لأنهم أشركوا، وجاء في تفسير قوله تعالى: "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ "عن ابن عباس وغيره: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على التوحيد، ثم حدث الشرك في قوم نوح وثبت في صحيح البخاري بيان سبب وقوع الشرك أنه كان في زمن نوح أناس صالحون "ود" و"سواع" و"يغوث" و"يعوق" و"نسر" ثم ماتوا وتقاربت وفاتهم فحزنوا عليهم، فقالوا: لو صورناهم كان أشوق لنا للعبادة فصوروا صور الصالحين حتى يتشوقوا للعبادة، ثم لما طال الأمد والعهد، وجاء أحفادهم من بعدهم دب إليهم الشيطان، وأوحى إليهم أن آباءكم ما صوروا هذه الصور؛ إلا ليدعونهم ويستسقون بهم المطر فعبدوهم من دون الله، فحدث الشرك في قوم نوح.

لماذا كفر قوم نوح؟
لماذا كفر قوم نوح؟
إذن سبب حدوث الشرك في قوم نوح هو تصوير صور الصالحين، ثم الغلو والعكوف على قبورهم، فلما حدث الشرك بعث الله نوحا - عليه الصلاة والسلام - فهو أول رسول بعثه الله بعد وقوع الشرك، وقد كان قبله "آدم" نبي مكلم أرسل إلى بنيه، لكن ما وقع الشرك و"شيث "كذلك نبي قبله لكن ما وقع الشرك.
فنوح أول رسول بعثه الله بعد وقوع الشرك دعاهم إلى توحيد الله ومكث فيهم هذه المده الطويلة مدة الدعوة ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى التوحيد، وينهاهم عن الشرك ويقول:اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ بنص القرآن: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ".
وقد عاقب الله من أشرك من قوم نوح بالطوفان الذي أغرق الأرض كلها ,ونجا فقط سيدنا نوح ومن معه وزوج من كل مخلوقات الأرض حيواناتها ونباتها وحشراتها ,حتى أمر الله السماء بالتوقف والأرض بامتصاص الماء ,لتظهر اليابسة من جديد.
ومن المعروف منذ زمن طويل أن قصص الطوفان تنتشر انتشاراً واسعاً في جميع أنحاء العالم، فهناك قصص عن الطوفان في بعض مجتمعات الشرق الأدنى القديم، وفي الهند وبورما والصين والملايو واستراليا وجزر المحيط الهادي، وفي جميع مجتمعات الهنود الحمر.
ولعل أهم هذه القصص قصة الطوفان السومرية، وقصة الطوفان البابلية، وقصة الطوفان اليهودية كما ترويها التوراة وعلى الرغم من التحريف الذي يشوب تلك القصص إلا أنها متفقة على أنه قد حدث طوفان عظيم وأنه كان هناك رجل صالح قام ببناء الفلك وحمل فيها من كل حيوان زوجين إضافة إلى أهله ومن تبعه من الناس المؤمنين بالله.

وبلغت السفينة حولي ثمانين ذراعاً، وفي روايات أخرى قيل أنها ألفي ذراع، وصنعت من خشب الساج والصنور، وتم طلاء باطنها وظاهرها بمادة القار، وقسمت السفينة الضخمة إلى ثلاثة طوابق جاء في الأولى منها "الحيوانات والوحوش"، والثانية "الإنسان" 80 شخصاً فقط لم يكن بينهم زوجته هي الأخرى، والثالثة في الأعلى "الطيور".

التعاليق

أحدث أقدم