متابعي مدونة محيط المعرفة مرحبا بكم.
كان "أدلر" مثل فرويد يعتقد أن النفسية الإنسانية تتشكل أثناء مرحلة الطفولة ,وأن أنماط السلوك البشري تظل ثابتة بدرجة كبيرة حتى يدخل الإنسان مرحلة الرشد .ففي حين ركز فرويد على الحالة الجنسية لدى الأطفال ,فقد اهتم "أدلر" بمحاولة الأطفال زيادة قوتهم في العالم، لأن نشأة الأطفال في بيئة يرون فيها كل من حولهم فيها أكبر حجما وأكثر قوة، تجعل كل طفل يبحث عن اكتساب ما يحتاج إليه بأسهل الطرق بالنسبة إليه,نظرا لصغر حجمهم وكذلك ضعف قوتهم الواضح. وكما كان يرى أن المنعطفات في حياة الطفل هي طريقه للنمو والتطور، فحينها يظهر أحد السلوكين فإما أن يقلد الكبار حتى يصبح أكثر قوة وأهمية,أو أن يظهر الضعف حتى يحصل على اهتمام الراشدين ومساعدتهم.

متلازمة عقدة النقص وجنون العظمة مع ألفريد أدلر
متلازمة عقدة النقص وجنون العظمة مع ألفريد أدلر
   وبإيجاز فإن كل طفل يتطور بطرق تمكنه من تعويض ضعفه بأفضل الطرق الممكنة، قال "أدلر" (تظهر آلاف المواهب والقدرات نتيجة شعور البشر بعدم كفاءتهم) وفي نفس الوقت، فإن رغبة الفرد في اعتراف الناس به تبدو إحساسا داخليا بالدنيوية. وينبغي للتربية الجيدة للأطفال أن تستطيع تحريرهم من هذا الإحساس بالدنيوية حتى لا ينمو الطفل ولديه حاجة غير سوية للفوز على حساب الآخرين.
   إن محاولة النفس التحرر من الإحساس بالدنيوية غالبا ما تشكل حياة الإنسان ,حيث يحاول الفرد أحيانا التعويض عن هذا الإحساس بطرق متطرفة كاللجوء إلى العنف واستساغة الجريمة، وقد ابتكر "أدلر" مصطلح "عقدة النقص" الشهير، ففي حين أن هذه قد تجعل شخصا معينا أكثر انطوائية وانسحابا، فإنها قد تجعل شخصا آخر يعوض عنها في صورة إنجازات هائلة. هذا هو دافع القوة المرضي الذي يتم التعبير عنه على حساب الآخرين والمجتمع بوجه عام .
    وقد قال "أدلر" عن نابوليون إنه رجل ضئيل ترك أثرا هائلا على العالم، ويمكن أن يسري نفس الوضع على هتلر الذي أرعب العالم مفتخرا بجنسه الآري المتفوق فكريا وجسمانيا في حين أن طوله لا يتعدى 1,72M، وهو حالة كلاسيكية تعبر عن عقدة النقص.
كما يشتهر "أدلر" بفكرته عن ترتيب الميلاد أو موضع الإنسان في أسرته، فكان يرى أن الأطفال الأصغر مثلا، غالبا ما يحاولون التفوق على كل أفراد الأسرة ويكونون أكثرهم قدرة.

كتاب "فهم الطبيعة الإنسانية"

التعاليق

أحدث أقدم