إن الجنس البشري هو الجنس الوحيد  الذي يلاقي دائما متاعب مع طقوس الزواج والتودد والعلاقات ,حيث أن الأجناس الأخرى جميعا قد استطاعت تدبر جميع أمورها والحياة في وئام .فحتى عنكبوت الأرملة السوداء التي تقتل الذكر فورا بعد الزواج ,تعلم جيدا ماذا تعني
قواعد الزواج وتلتزم بإخلاص بها .فالحيوانات لا تقلق حيال وجود جمعيات حقوقية تساند الأنثى وتضطهد الذكر وليس هناك أقارب وأصدقاء يتدخلون لإسداء النصائح أو بالأحرى صب المزيد من البنزين.
ضريبة المساواة بين الرجل والمرأة
ضريبة المساواة بين الرجل والمرأة
   اعتادت النساء أن يكن مربيات للأطفال ومدافعات عن استقرار الأسرة ,وكنتيجة لذلك اعتاد المخ الأنثوي على القيام بمهام التربية ,وإعداد الطعام ,وحب ورعاية الأشخاص الموجودين في حياتها .أما الرجال على صعيد آخر فقد اعتادوا القيام بمهام مختلفة ,لقد كانوا صيادين,قناصين ,حامين,موفرين للطعام ,ويقدمون الحلول للمشكلات .وبهذا يكون من المنطقي أن مخ كل من الرجل والمرأة مبرمجا على أداء مهام محددة تتناسب مع فطرة الله في خلقه.
   لقد أصبح من العسير أن تكون رجلا في يومنا هذا ,فمنذ الستينات من القرن الماضي ومنذ أن علا صوت المطالبين بالمساواة بين الرجل والمرأة وحققوا نجاحا  ملفتا تمثل في انخفاض معدلات انتحار النساء وارتفاعها لذا الرجال مع احتلال اليابانيين رأس القائمة ,ومع ذلك فمازال الشغل الشاغل للنساء اليوم هو :كم من الصعب أن تحصل المرأة على حقوقها .في الحقبة الأخيرة من القرن العشرين ,عندما كانت النساء يسعين وراء نيل حريتهن وينظرن للرجل باعتباره العدو ,أصيبت العلاقات ببلاء شديد .فكانت النساء غاضبات وكان الرجال حائرين ,أما في الأجيال التي سبقت ذلك فقد كان الدور الذي يلعبه كل طرف واضحا ,حيث كان الرجل هو سيد المنزل ,بوصفه العائل الأساسي ,لقد كانت كلمته بمثابة قانون ,ووضعه كصانع القرارات لا ينازعه عليه أحد لقد كان الحامي والعائل ,أما الزوجة على الجانب الآخر فقد كانت الأم وربة المنزل ,والمسيرة الاجتماعية ,والراعية .حينها كان الرجل يعي مسؤولياته وكانت المرأة تعي مسؤولياتها لقد كانت الحياة بسيطة وسلسة .
  لكن فجأة بذأ التغيير يطل على جميع مناحي الحياة ,حيث بدأت المسلسلات الكوميدية ,وإعلانات التلفاز تصور الرجال على أنهم أغبياء متسلطون وغير قادرين على مواجهة النساء الخارقات الأكثر ذكاء ويبدو أن المشكلة كانت تتمثل في أن النساء علمن تماما ماذا يردن وإلى أين هن متجهات في الوقت الذي وقف فيه العديد من الرجال في المؤخرة .
  يبدو أن الرجال عادة لا يستوعبون ماذا يحدث على نحو سليم ,فعلى سبيل المثال ,عندما تعبر إحدى السيدات عن رأيها بخصوص قضية عدم المساواة ,فإنها تستحوذ على تعاطف الجميع ,في حين أنه إن فعل أحد الرجال نفس الشيء ,فإن الجميع سينظر إليه بوصفه عدوا للمرأة ,إن الرجال لم يعودوا يعلمون طبيعة دورهم في الحياة ,كما لم تسلم النساء من سلبيات هذا الأمر أيضا .فلقد بدأت المطالبة بالمساواة بين الجنسين كوسيلة للقضاء على التفرقة بينهما ,وقد وعدت النساء بالتحرر من القيود التي تبقيهن دائما بالقرب من حوض المطبخ ,ولكن اليوم نحو 50% من نساء العالم في العالم الغربي يعملن ,سواء أردن ذلك أم لا ,ففي بريطانيا توجد عائلة من بين خمس عائلات تعيلها مرأة بمفردها ,وهؤلاء النسوة مطالبات بأن يكن أمهات وآباءومعيلات في ذات الوقت .إن النساء يعانين الآن من قرحات المعدة والأزمات القلبية ,والأمراض المرتبطة بالتوثر تماما كما اعتاد الرجال .
   ومن المتوقع بحاول عام 2020م أن تصبح 25% من نساء العالم عازبات طوال حياتهن وهو الأمر الذي لا يعد طبيعيا بالمرة ,حيث أنه يتنافى مع غرائزنا وطبيعتنا البيولوجية ,لقد أثقل العمل كاهل النساء الآن ,واللاتي أصبحن بدورهن يدفعن ضريبة التحرر والسير عكس الفطرة التي فطرهم الله عليها دون أن نتحدث عن إهمال الأبناء وما يترتب عن ذلك من ضياع لأجيال بأكملها .

التعاليق

أحدث أقدم