متابعينا الكرام سلام الله عليكم,أحببت هذه المرة أن ألقي الضوء على مكامن القوة في الفكر الإسلامي ومقارنته مع مختلف التيارات الفكرية والروحية والنظريات الشائعة التي أظهرت عجزها أمام قدرة الدين الإسلامي الحنيف على احتواء الإنسان فكرا وروحا وجسدا .فالفكر الإنساني المعاصر يسير في ثلاث حلقات :
سر قوة الفكر الأسلامي وتفوقه على مختلف النظريات والفلسفات العالمية
سر قوة الفكر الأسلامي وتفوقه على مختلف النظريات والفلسفات العالمية 
    أولها الفكر المادي الصرف وهو فكر الغرب ,الذي يقوم على أساس الدارونية ,التي تطرقنا إليها باستفاضة في موضوع سابق,والعلم التجريبي والتفسير المادي للتاريخ ونظرية فرويد المتمحورة حول مادية الأخلاق وإعلاء الجانب الغريزي في الإنسان ونظرية الذرائع التي تعلي من شأن المصلحة في مقابل كل عمل,وبصياغة أخرى "الغاية تبرر الوسيلة" التي تبناها فكر ميكيافيلي الذي بدوره أفردنا له موضوعا خاصا في مدونتنا .
    ثانيها الفكر الروحي الصرف الذي انبثق من آسيا والشرق الأوسط ,متمثلا في البوذية والكنفوشيوسية ونظرية البراهمة وغيرها من التوجهات الفكرية مغرقة في تمجيد قدرة الروح واهمال كل ما هو مادي حتى وإن أخذت طابعا دينيا منحرفا متجسدا في عقيدة الحلول وتناسخ الأرواح ,نجدها تحرم على معتنقيها ما أحل الله بدعوى أن الحيوانات مخلوقات محرم قتلها والاستفادة من لحومها ,كعبدة الأبقار والفئران والنباتيون.
   ثالثا الفكر الإسلامي الذي يقوم على ازدواجية الروح والمادة ازدوجا متفاعلا مسبوكا ,فيه الدنيا والآخرة والعقل والقلب ,ويقوم أساسا على الإيجابية والتقدمية شريطة أن تكون أخلاقية إنسانية ,فالفكر الإسلامي ليس فكرا روحيا صرفا وكذلك ليس فكرا ماديا محضا ,ولكنه فكر متكامل انساني عالمي ,وهوفكر له أسس ربانية تختلف عن جميع النظريات والتيارات الفلسفية والإقتصادية ,له قاعدة أصيلة قائمة على الاحتفاظ بذاتيته وقيمه ومقوماته ,يأخذ ويعطي دون أن يفقد ملامحه الأصلية .
   والفكر الإسلامي يتعرض اليوم لمجابهة الفكر البشري تحت ضغط أجنبي في محاولة لتغريبه واخراجه عن قيمه,وهو قادر بحفظ الله ورعايته أن يرد عن نفسه الرأي الوافد وكمثال حي فأثناء ولاية بوش كان هناك مخطط تحت مسمى إصلاح التعليم في الدول الإسلامية ينص على إلغاء آيات الجهاد وعداء اليهود من مقررات التعليم أوما اصطلح عليه لاحقا " أمركة الدين" وعزله عن حركة الحياة وحبسه في دور العبادة إن تغيير المناهج فى بلاد المسلمين هدف استراتيجى يتم التخطيط له فى الغرب لخلق جيل خانع يقبل المحتل الغاصب على أنه صديق يمكن التعايش معه، ويسمى المقاومة إرهاباً ، ويعتبر الشهادة فى سبيل الله انتحاراً .. وتمادى عضو الكونجرس الأمريكي" تنكريدو" بتصريحات مفادها أن الشعوب المسلمة شعوب وثنية يكفي ضرب الكعبة الشريفة بصاروخ لينتهي أمر هذا الدين ,وغاب عنه أن هذا الدين قادر على أن يقدم للإنسانية حلولا لكل مشاكلها و انتكاساتها مادة وروحا ,عقيدة ونظاما خصوصا وأن الله تعهد بحفظ القرآن والدين مهما على صوت الكفر وتجبر الطغات في مشارق الأرض ومغاربها.

التعاليق

أحدث أقدم