مالكوم إكس أشد السود غضبا في أمريكا

كان "مالكوم" شابا يافعا قوي البنية، وكانت نظرات البيض المعجبة بقوته تشعره بأنه ليس إنسانا بل حيوانا لا شعور له ولا إدراك، رغم أن بعض البيض يعاملونه معاملة حسنة، غير أن ذلك لم يكن كافيا للقضاء على بذور الكراهية والعنصرية في نفس الشاب الصغير لذلك قال "مالكوم" (إن حسن المعاملة لا تعني شيئا ما دام الرجل الأبيض لن ينظر إلي كما ينظر لنفسه، وعندما تتوغل في أعماق نفسه تجد أنه ما زال مقتنعا بأنه أفضل منك).

مالكوم إكس
مالكوم إكس

وعاش "مالكوم" فترة الحرب العالمية الثانية، وشاهد ما ولدته الحرب من فساد خلقي واجتماعي وانغمس هو نفسه في هذا الفساد، وغاص في أنواع الجرائم المختلفة من سرقة ودعارة وفجور وعاش خمس سنوات في ظلام دامس وغفلة شديدة، وفي أثناء تلك الحقبة أعفي من الخدمة العسكرية، لأنه صرح أنه يريد إنشاء جيش زنجي، وألقي في السجن سنة 1946م لمدة عشر سنوات. وكانت قضبان السجن ذات ألم رهيب على نفسه، لذا كان عنيدا يسب الحراس حتى يحبس حبسا انفراديا الذي تعلم منه قوة الإرادة.

قام "مالكوم" بتعليم نفسه بالسجن حيث انكب على قراءة العديد من المؤلفات، بل قام بنسخ القاموس بيده وشارك بالمنتديات النقاشية بالسجن. وكتب له أخوه "فلبيرت "رسالة يخبره فيها أنه اهتدى على الدين الطبيعي للرجل الأسود، ونصحه ألا يأكل لحم الخنزير وألا يحتسي الخمر وتمنى أن يدخل الإسلام مثله، أدرك "مالكوم" حينها استعداده الفطري لاعتناق هذا الدين الذي لا يفرق بين الناس على أساس لونهم.

وبعد خروجه من السجن عمل على تثقيف نفسه، وبدأ يدعو الشباب السود في البارات إلى دخول الإسلام والتحرر من أغلال العبودية واستبداد الرجل الأبيض، مستغلا بلاغته الخطابية وحماسه الثائر حتى أنه أصبح بعد مدة قصيرة إماما في مسجد "دترويت" وتميزت خطبه بالميل إلى الصراع والتحدي لأن ذلك ينسجم مع طبعه. فاهتدى على يديه كثير من الناس وزار عددا من المدن الكبرى وكان همه الأول هو "أمة الإسلام". وشارك في كثير من المناظرات التلفزيونية والإذاعية والصحفية، مما جعل السلطات الامريكية تراقبه وتضيق عليه.

كانت دعوة مالكوم تنادي بأن يكون للإنسان الأسود حقوقا إنسانية قبل حقوقه المدنية، وأن الأسود يريد أن يكرم كبني البشر، وألا يعزل في احياء حقيرة كالحيوانات، وألا يعيش متخفيا بين الناس.

التعاليق

أحدث أقدم