إن محاولة تدريس التلاميذ واستيعاب المعلومات ليست هينة، نظرا للفروق الفردية وميولات التلميذ الشخصية، فهناك من يشتكي من الرياضيات والآخر من الفرنسية وغيرهما، لكن الغريب والمحبط في آن واحد هو معاناة التلاميذ في مادة التربية الإسلامية وكأنها غريبة عنهم، مما يجعلنا نتساءل، أين يكمن الخلل؟ 

سبب نفور التلاميذ من المواد الإسلامية
سبب نفور التلاميذ من المواد الإسلامية
هل في تربية الأسرة أم في إدماج المعارف مع المحيط أم في التلميذ نفسه؟

يقول الأستاذ (ت.ع): أن تلاميذه لا يعيرون اهتماما للمادة ويرون أنها ثانوية وليست بمستوى المواد العلمية والتي لآن قريب مازالت تعتبر المواد الرائدة ويتم تهميش المواد الأخرى على حسابها، ويضيف الأستاذ أن الإعلام ساهم وبشكل كبير في تقزيم قيمة أساتذة التربية الإسلامية وتصويرهم مثل كائنات متلبدة وغير واعية وكائنات رافضة للتحاور والتفاهم مع المراهق.

أما أستاذ آخر فيرجع سبب تدهور مستوي التلاميذ في المادة رغم انتمائنا العربي المسلم، للأسرة التي لا تربي ابنها على القيم الدينية الصحيحة بكل جوانبها العقائدية والتشريعية كواقع مُعاش، ويظهر ذلك في أسلوب حياته وملابسه وكلامه، إن دخول التلميذ إلى قسم تدريس التربية الإسلامية يعتبر تحديا كبيرا، لأن الأستاذ يلزمه باحترام القسم والمادة وهذا ما يخلق صدامات بينه وبين التلميذ وتتولد شرارة العنف.

أما أستاذة أخرى فتتفق مع ما سبق وتضيف أن الإدماج هو المشكل، فالتلميذ غير قادر على دمج حياته مع معارف المدرسة، فكيف يعقل أن يصلي ولا يفرق بين الصلاة المسنونة والصلاة المفروضة؟

إن الخلل كامن في اسقاط المعلومات على الواقع، وان هذه المادة تتغلغل في عمق الهوية المغربية، كما تضيف الأستاذة إن التسليم بجمود المادة وعدم تجددها هو السبب الرئيسي في ظهور الإرهاب، والمتأسلمين المتطرفين وما يجري في العالم من قتل وعنف مرده إلى سيطرة الإرهابيين والجماعات الإسلامية على عقول الناشئة ولو ان مواد التربية الإسلامية تضمنت محتوى يلامس مشاكل الأمة لكان الفرق واضحا.
إن فشل التلاميذ في مادة من صميم الهوية الدينية أمر غير مقبول يقع سببه على عاتق كل مكون من مكونات المجتمع.

التعاليق

أحدث أقدم