الكسل طريقك نحو النجاح

بعدما قمنا بعرض مجموعة من المواضيع الخاصة بالتنمية البشرية على مدونتكم المتميزة محيط المعرفة من بينها:
 تعلم مبادئ التأمل للوصول إلى مرحلة الألفا والاحتياجات العشر للإنسان والكاريزما و أحدث استراتيجيات المليارديرات لتكوين الثروة بشقيها العلمي والنفسي سنعرض عليكم اليوم موضوعا متميزا يتحدث عن الكسل طريقك نحو النجاح.

الكسل طريقك نحو النجاح
الكسل طريقك نحو النجاح
هناك بعض الأقوال شخصيا لا اعتبر انها صحيحة مثل المقولة التي تقول:
من طلب العلا سهر الليالي.
أو التي تقول:
اعمل أكثر تنل ما تريد في الحياة.

 لماذا لا اعتبرها صحيحة؟

السبب بسيط للغاية وهو أن معظم الذين يعملون أكثر ويتعبون طوال اليوم لا يحصلون إلا على مقابل مادي زهيد قد لا يكفي حتى لتغطية مصاريفهم الضرورية مثل الأكل والشرب والتطبيب، في حين نجد ان من يكسبون أكثر يعملون أقل منهم بكثير، لذلك أرى ان المقولة الأصح هي (فكر اكثر واعمل أقل تكسب أكثر)، إن العمل الشاق والكثير يؤدي إلى نتائج غير مرضية ويؤدي إلى التعب والضغط النفسي والإرهاق والتوثر...

لذلك وإن أردنا النجاح علينا أن نغير أفكارنا أولا وأن نعلم أن كل الأمور العظيمة التي أنجزت في تاريخ البشرية بدأت بفكرة صغيرة، ونعلم أيضا أننا كلنا نستطيع إنتاج تلك الأفكار، وأن نكون متيقنين أن الغنى هو نتاج قدرة الإنسان على التفكير.
إن الوقت الذي تكرسه للعمل الشاق هو وقت مستغل بشكل سيء أما الوقت الذي يخصص للإبداع والمخيلة فهو الأكثر فعالية وجدوى، والعمل الشاق لا يساعد على التقدم نحو النجاح أبدا. إن ما يجلب لك السعادة على المدى الطويل هو كيفية استغلال ما تملك من وقت وطاقة وإبداع ومال وصبر وشجاعة وحماسة...

لذلك أشرت في عنوان الموضوع ان الكسل هو مفتاح النجاح ويجب ان تتعلم كيف تصبح كسولا وطبعا لا أتكلم هنا عن جعلك كسولا عاطلا غير منتج بل على العكس تماما لأني أثق بالكسل المنتج الفاعل.. إن نظرنا إلى الأمر من وجهة النظر هذه يمكن اعتبار الكسل طريقة تضفي على حياتك قيمة إضافية، إن الشخص الكسول الذي أقصده في هذا الموضوع هو الكسول المنتج وهو شخص يتكاسل بشكل إيجابي ومثمر.. فالكسول المنتج يحصل على النجاح بمجهود معتدل.

هل قررت الآن أن تكون كسولا؟

إن قررت ذلك فعلا فعليك ان تكون مبدعا وذكيا والسبيل إلى ذلك هو التركيز على النتائج المهمة لا على الساعات التي قضيتها في العمل، وهو ما يركز عليه العمال الكادحون وأصحاب الأفكار المتصلبة. اما الفرق من حيث الإيراد الذي ستحصل عليه والحياة المتوازنة التي يمكنك الاستمتاع بها سيكون ملفتا جدا.

ولا أقول أنه ينبغي عليك ان تكون ماهرا في تمييز ما هو مهم في حياتك عما هو غير مهم، وما هو مهم ليس فقط الأعمال التي انت منغمس فيها اليوم، بل الأهداف التي تسعى وراءها أيضا. وعليك استكشاف أكثر الطرق فعالية لتحقيق اهدافك وهذا يتطلب التعرف إلى النشاطات الهامة التي ستعطيك أفضل النتائج، زيادة الوقت الذي تمضيه في القيام بما تحبه وما تبرع به يساعدك أيضا على تحقيق ما تصبو إليه في حياتك وفي الإطار نفسه عليك ان تختصر الوقت الذي تمضيه في القيام بنشاطات لا تروق لك ولا تحسنها.

إن كنت تبحث عن طريقة مريحة للوصول إلى الغنى والسعادة فهذا يعني أن مبادئ الكسول المنتج هي لك انت.. إذ لا تساعد هذه المبادئ فقط في الوصول إلى نجاح أكبر بل ستساعدك في الوصول إلى الحرية التي لم يختبرها معظم الناس في المجتمعات الحديثة.
إن مبادئ الكسول المنتج يمكن ان تطبق في مكان عملك ومنزلك وفي أي مكان آخر تختاره لتطبيقها، تجرأ على تطبيق هذه المبادئ لتصبح أكثر إبداعا وإنتاجا وغنى وسعادة، كل ذلك يتم عبر العمل أقل والاستمتاع بالحياة أكثر. وكما قلت في بداية الموضوع اعمل أقل وفكر أكثر لتكسب أكثر.

لا تشعر أبدا بالذنب لأنك كسول فالمجتمع يريد منك أن تعتقد ان الكسول هو شخص غير منتج، ولكن على العكس تماما: ان تكون كسولا يعني ان تقلل إلى أقصى حد من الوقت الذي تقضيه في الأشياء التي لا تحبها وان تكثر إلى أقصى حد من الوقت الذي تنفقه على اعمال يسرك فعلها.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا لهذا اليوم والذي تناولنا فيك موضوع الكسل طريقك نحو النجاح، ونجدد اللقاء مع موضوع جديد على مدونتكم الثقافية محيط المعرفة.

المراجع: اعمل أقل تنجح أكثر لإرني زيلنسكي

التعاليق

أحدث أقدم