انفتح المغرب على دول العالم ليساير ركب التطور وسمح للعولمة والرأسمالية البشعة بالتسرب إلى المجتمع. وقد لمس هذا الانفتاح قفة المواطن ولكنها اختلفت في محتوياتها فلم تعد بخضرها وفواكهها وحتى بلحمها كافية للأسر،  و إذا توغلنا قليلا في الدواوير نجد أن العولمة وإن لم تصل كاملة فقد وصل ريحها، فيسعى المغربي القروي لربح المال باستغلال المتوفر من إمكانيات حتى وإن وصل لاستغلال أطفاله وزوجته أبشع استغلال.
كيف يساهم الآباء في فشل التعليم ؟
كيف يساهم الآباء في فشل التعليم ؟
طوال السنة يتغيب التلاميذ عن مقاعدهم الدراسية بحجة العمل رغم صغر سنهم ( سبع سنوات وثمان سنوات) فهم يتجندون لحرث الأرض وسقي الزيتون وحصد الزرع ... ليقوم الأب ببيع المحصول بعد ذلك وشراء اليسير من الطعام وهذا ظاهر من وجوه التلاميذ الشاحبة وأجسامهم الهزيلة، وما تبقى من المال يخصصه لشراء السجائر والمخدرات لنفسه ليرتاح بعد ذلك.
هؤلاء هم أسوأ الآباء الذين يدعون حب أبنائهم ويفرضون عليهم العمل الشاق ويحرمونهم من حقهم في التعلم، بل وينقصون من قيمة المؤسسة التعليمية وجعلها في المراتب الأخيرة.
يجب التصرف مع أمثال هؤلاء بالصرامة اللازمة من لدن السلطات المختصة بتهمة حرمان الأطفال من حق أساسي مضمون لهم في اتفاقية حقوق الطفل وهو الحق في التعليم.
وتتعدد الحالات التي انهزم فيها الأب وخذل فيها أبناءه حيث يضطر التلميذ الصغير إلى العمل أيام السوق في جر عربة الخضر أو جمع النفايات مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز الثلاثين درهما في اليوم الواحد.
وهذه الحالات كثيرة ومنتشرة جدا خاصة بين تلاميذ العالم القروي، وهنا يجب الإشارة إلى دور الإدارة التربوية التي يجب ان تواكب وتتتبع وترصد أسباب غيابات التلاميذ وتبلغ بذلك السلطات المختصة بعد أن تراسل الآباء وتستدعيهم لأجل نصحهم لإرجاع أطفالهم إلى مقاعد الدراسة وكذلك دورالمجتمع المدني بجمعياته التي لا تكف عن الكلام لأجل الكلام فقط والظهور في الواجهة لقضاء أغراض شخصية لمسيريها، وأن يعملوا لأجل الحق والمساهمة في البناء بالتفكير في الاهتمام بهاته الظاهرة التي تنخر الجسم التعليمي ببلادنا يوميا، ويجب عليهم أن يتتبعوا أوضاع الأطفال المزرية حتى داخل أسرهم لأن صدر الأبوين لم يعد بالصدر الحنون.

التعاليق

أحدث أقدم