كانت لوان بريزنداي تعرف نتيجة دراستها للطب ان نسبة إصابة النساء بالاكتئاب ضعف نسبة إصابة الرجال به, وكانت تعتقد كمثيلاتها من النساء ان السبب هو "الكبت الذكوري للنساء "ولكنها لاحظت ان هذه النسبة تتضاعف في بداية المراهقة.
هل للتغييرات الهرمونية التي تحدث للفتيات في مرحلة المراهقة تجعلهن اكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب؟

و بعد ذلك عملت"برزنداين"كمعالجة نفسية مع نساء يعانين من حالات متطرفة من متلازمة ما قبل الطمث,فاذهلتها درجة تشكل المخ البشري نتيجة الكيمياء الهرمونية التي تحرك سلوكيات المراة وتخلق عالمها و في عام 1994 أسست عيادة الحالات المزاجية في سان فرنسيسكو و كتبت كتابها المشهور "المخ الانثوي".
دماغ المرأة يتحدى
دماغ المرأة يتحدى     

وهذا الكتاب يتضمن فصولا رائعة عن المخ النسوي في الحب,والبيولوجيا العصبية للجنس ,ومخ الام و التغيرات الكيميائية التي تطرؤ عليه في مرحلة الحمل وبعد انقطاع الطمث و سادرج بعد الأفكار المهمة في هذا الكتاب.

حتى اذا اخذنا في اعتبارنا وزن جسم المراة و الرجل فان مخ الرجل يزيد عن مخ المراة ب 9% و كان التفسير القديم ان النساء اقل ذكاء من الرجال ولكن الحقيقة ان عدد الخلايا لاتختلف باختلاف الجنس لكن خلايا مخ المراة اكثر تكثلا و تكثفا من مخ الرجل.

وفي مناطق المخ الخاصة بالتعامل مع اللغة و الاستماع تزداد نسبة الخلاياالعصبية لدى النساء عنها عند الرجال بنسبة 11% و كذلك المناطق الخاصة بالذاكرة و قرن امون اكبر عند النساء,و ملاحظت الانفعالات على وجوه الاخرين اكبر لدى النساء .ومن هنا نستنثج ان الكلام و الذكاء الانفعالي,والذاكرة الجيدة أمور تتميز فيها النساء على الرجال.
اما الرجال,فانهم اكثرمعالجة للفص اللوزي في المخ,و هو الجزء المسؤول عن الخوف و العدوان في المخ,و ربما أوضح هذا السبب ان الرجال اكثر غضبا و استجابة للتهديد البدني المباشر.ولكن مخ المراة يتعامل بطريقة مختلفة مع التهديد حيث يزداد الضغط عن مخ الرجل اتجاه نفس الموقف و هذا الضغط طريقة لتعرفها على كل المخاطر المحتملة لابنائها او عائلتها,حيث تشير "برزنداين"ان المراة تعتبر بعض الديون ماساة لانها تبدو لها تهديدا لعائلتها.

و تمكننا التكنولوجيا الحديثة لمسح المخ من تصويره اثناء أداء عمله,وتختلف مناطق المخ التي تستخدمهاالنساء عن تلك التي يستخدمها الرجال لاداء نفس المهام مثل حل المشاكل و معالجة اللغة.

و ثمة اختلاف أساسي جدير بالملاحظة,حيث أوضحت البحوث ان الرجال مابين 20و30 سنة يفكرون في الجنس كل52 ثانية في المتوسط,في حين تفكر النساء فيه مرة في اليوم ,ولا غرابة اذا علمنا ان حجم الجزء المسؤول عن الجنس في مخ الرجال اكبر بمرتين و نصف المرةعن مثيله لدى النساء.

و أوضحت ان إنجازات الأطفال لدى الجنسين لا تختلف حتى مرحلة البلوغ,ثم يحدث تدفق التيستوستيرون ميزة تنافسيةهائلة لدى الذكورو استعداد اكبر لقضاء ساعات كثيرة في التركيز او العمل امام الحاسوب.اما تدفق هرمون الاستروجين لدى النساء يجعلهن اكثر اهتماما بالعلاقات الاجتماعية و الانفعالات مما يؤدي الى عدم احتمالية الجلوس ساعات طوال لحل المسائل الرياضيات فان كيمياء امخاخهن تجعلهن يرغبن في التواصل و التحاورمما يبعدهن عن العمل المنعزل الذي تفرضه الرياضيات و الفيزياء و تضيف ان هذا ليس نقصا في الكفاءة بل توجهاتهن نتيجة هرمونات امخاخهن هي ما تبعدهن عنها.

المرجع: كتاب المخ الأنثوي للدكتورة لوان بريزنداي
بقلم: الحسين بوتشيشي


1 تعليقات

  1. هل يوجد لديكم الكتاب مترجم اللى اللغة االعربية

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم